من وحي منتدى الاقتصاد والأعمال التركي – الأفريقي الثاني .. ثقة للانفتاح افريقياً (3-3)

تطرقت فى الحلقة الثانية الى جهود تعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية القائمة بين السودان وتركيا حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات التي تعزز الشراكات الاقتصادية القائمة والي تفاصيل فعاليات المنتدي، ونتطرق فى ختام هذة الحلقات الى توصيات البيان الختامي والذي اوصي بضرورة تعزيز آليات التعاون بين تركيا ودول القارة الافريقية، بهدف تطوير العلاقات التجارية والشراكات بين الطرفين كما اكد البيان عزم الطرفين على العمل المكثف لرفع مستوى رخاء الشعوب الافريقية وتحقيق استمرارية النمو الاقتصادي، وإيجاد حلول دائمة للمشاكل التي يعاني منها الأفارقة وان التعاملات التجارية تعد محرك النمو الاقتصادي، وأنّ القطاع الخاص يعتبر أحد القوى التي تغذي هذا المحرك، ولفت البيان إلى أن المنتدي أظهر رغبة حقيقية في البحث عن وسائل لإزالة كافة العوائق التي تحول دون تطور التجارة في افريقيا والى استعداد تركيا لتقاسم خبراتها وتجاربها التنموية مع الافريقيين، وذكر البيان الختامي أن المنتدى ركز على دور القطاع الخاص في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل ورفع مستوى المعيشة وحماية البيئة ،وشدد على وجوب دعم فعاليات القطاع الخاص في تركيا وإفريقيا، من أجل زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة بين الجانبين.
وأوضح البيان أن الجانبين قررا عقد شراكة في تمويل وإدارة المشاريع الهادفة لدعم الدول الافريقية التي تسعى لتقليل نفقات قطاعي الطاقة والمواصلات وتوفير أمن الغذاء والماء ورفع مستوى التجارة داخل القارة الافريقية، والتفاهم على زيادة تبادل المعلومات والخبرات في سياسات الاستثمار والفرص والتعديلات القانونية والتطورات الاقتصادية الحديثة ومجالات التعاون، وتشكيل بيئة ملاءمة أكثر للاستثمار المتبادل تحقيق نمو مستقر، وركز البيان على دور القطاع الخاص في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل ورفع مستوى المعيشة ، ودعم فعاليات القطاع الخاص في تركيا وإفريقيا، من أجل زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة بين الجانبين، كما اوصي بعقد شراكة في تمويل وإدارة المشاريع الهادفة لدعم الدول الإفريقية التي تسعى لتقليل نفقات قطاعي الطاقة والمواصلات ورفع مستوى التجارة داخل القارة الإفريقية. وأكّدت التوصيات على أهمية زيادة الطاقة الإنتاجية في إفريقيا من خلال تأسيس مراكز إنتاج إقليمية كوسيلة لزيادة التجارة بين بلدان القارة السمراء، وزيادة التعاون من خلال افتتاح مزيد من المكاتب في كلا الطرفين، كما رحّب البيان بالاستثمارات المتزايدة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والبناء،والتي تشكل ضمانا لتنمية اقتصادية مستدامة في القارة الإفريقية على المدى الطويل وتشجّيع القطاع الخاص على الاستثمار في المجالات ذات الأولوية من أجل تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة، كالزراعة وانتاج وإيصال وتوزيع الطاقة الكهربائية والثروة الحيوانية والتعليم والصحة والترحيب بمذكرة التفاهم المبرمة بين مفوضية الاتحاد الافريقي ووزارة التجارة التركية للتعاون في مجالي التجارة والاستثمار، والتي تعد نقطة تحول في العلاقات التركية الإفريقية وتوقع البيان الختامي أن يتم تنظيم منتدى الاقتصاد والأعمال التركي الإفريقي التالي عام 2020، كما اعرب البيان عن شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحكومة تركيا وشعبها، حيال الضيافة التي لاقتها الوفود المشاركة بالفعالية الهامة.
وقد شاركت معلقا علي المنتدي بقناة التلفزيون التركي باللغة العربية عن افاق التعاون التركي الافريقي ولماذا افريقيا تحظي بالاهتمام التركي وعن دعوة الرئيس التركي للتعامل بالعملات المحلية بين تركيا و البلدان الافريقية و اشرت في ذلك لما ورد بهذا المقال عن اسباب اهتمام تركيا بافريقيا لكن اوضحت ان الفتح الكبير من هذا المنتدي هو دعوة الرئيس التركي للتعامل بالعملات المحلية في المشاريع المشتركة بين افريقيا وتركيا و اشرت الي ان هذا سيخرجنا من مشاكل اسعار الصرف واهتمام الناس بشراء العملات الاجنبية فضلا عن استثمارها وهذا لعمري لو تحقق خلال السنوات الخمس القادمة سيكون مصدر ازدهار للاقتصادات الافريقية النامية ومن بينها السودان، ولعلي هنا اذكر ما جادت به قريحة السفير نصر الدين والي حيث ذكر انه إستمع للحوار معي، محورين هامين أعتقد أنك أشرت لهم في عجالة ولو منحت الفرصة الزمنية وفقاً للبرنامج لتوسعت أكثر فيهما وافاد فى هذا الصدد بانه فى المقام الاول ولإحداث نهضة حقيقية في الإقتصاد الأفريقي علي وجه العموم ولبلادنا علي وجه الخصوص، هناك ضرورة للإستفادة من النافذة الإقتصادية التركية وفقاً لهذه الرؤية المستنبطة، وهو الإنتقال من مرحلة التصدير للمواد الخام والمنتجات غير المصنعة للتصنيع المحلي، وذلك بالتعاقد علي تقنيات صناعية تحويلية حديثة بالعملة المحلية بغية زيادة القيمة الاضافية للصادر وبالتالي خلق مساحة أوسع للتشغيل للطاقات الشبابية المحلية، ومن يتصل بذلك من رتق النسيج الإجتماعي المنتج بإعادة الطبقة الوسطي للحياة الإجتماعية، وسد باب الفقر والعوز والعطالة، وتحصين الشباب من الإنزلاق بأنواعه.
وثانيا فان هذا الأمر سيقتضي حتماً تطوير منظومة البنية التحتية للتعليم التقني والصناعي والبحث العلمي المُلائم والمدروس وهذا من شأنه ضمان إيجاد أسواق خارجية منافسة معنية بالجودة والمعايير المرعبة في الإنتاج القابل للتصدير؛ سواء للمواصفات للسوق للإتحاد الأوربي أو غيره، اما ثالثاً فإن المعاملات الإقتصادية والتجارية السائدة الآن بحاجة إلي تغيير جذري، من الأنماط التقليدية إلي الطرق الرقمية الحديثة المواكبة لعجلة الإقتصاد الدولي المتسارعة بغية زيادة سرعة الإندماج ضمن حراك تلك العجلة، حيث انه وبالفعل لأفريقيا اليد العليا فيما يتصل بالإنتاج الوفير والمتجدد، لأنها أرض بكر، وفيها من المعادن والثروات ما يفوق الوصف، بل أن هناك مجالات لم تكتشف بعد، مقابل عالم أوربي وغيره ناضب المعين، ومحدود وان أوربا الأن تعتمد في نهضتها إما علي التكنلوجيا أو تصنيع ما هو منتج في أفريقيا؛ فإن إمتلكت أفريقيا ناصية التكنلوجيا وطورت من منظوتها التعليمية والبحثية ستطور دون شك من صادر منتوجها بما يضاهي أو يفوق ما تعيد تصنيعه أوربا من مواد خام تأتيها من أفريقيا، وتصدره للعالم بما فيه أكبر المستهلكين ؛ أفريقيا ذاتها. و لا اود ان ازيد علي ما قاله سفيرنا المحترم .
اشارة اخري وردتني من الاخ العزيز د.حسب الرسول محمد احمد نائب رئيس الغرفة القومية للمستوردين وهنا انتهزها فرصة لاحي الغرفة ورئيسها الصديق مالك جعفر وامينها العام علي صلاح ومرافقي الحبيب الصادق الجلال لما بذله من مجهودات خلال المنتدي، واعود لمداخلة الاخ حسبو والتي قال فيها مبروووك الدكتور مالك دنقلا، احسنت الحديث وقدمت السودان نموذج جيد للتعاون السوداني التركي لما يملكه السودان من موارد طبيعيه وموارد بشريه وإراده سياسيه انعكست في السياسات الاقتصاديه الاخيره ومعالجه تشوهات سعر الصرف، وعلي العموم فاني اعتقد أن التقارب السياسي والوجداني مع تركيا يعتبر فرصه جيده للتعاون الاقتصادي مع تركيا خاصه وان الاتراك مهتمون بالانفتاح علي افريقيا.
واذكر قبل عده سنوات حضرنا مؤتمر اقتصادي بتركيا دعيت له الدول الأفريقية أعلن خلاله رئيس الوزراء التركي أن خطتهم في السنوات القادمه الانفتاح علي افريقيا وذكر أن الأمريكان نصحوا تركيا بعدم الاستثمار في افريقيا ولكنهم فعلوا عكس ذلك، فالعلاقه الاقتصاديه مع تركيا يمكن أن تكون شانا استراتيجيا يحفظ الأمن القومي كما يوفر الأمن الغذائي ويخرج البلاد من ازمه النقد الأجنبي، وأري اهميه أن تتبني الحكومه والقطاع الخاص مشروعات محدده كشراكات مع القطاع الخاص التركي في الإنتاج الزراعي بشقيه وفي والتصنيع الغذائي والتعدين اذ ان تركيا لديها تقانات متقدمه في مجال إنتاج التقاوي المحسنه ولها ميزات تفصيليه في توفير الاليات الثقيله والمعدات ولها تجارب في تجميع شركات ذات تخصصات مختلفه، فاذا كانت الحكومه الجديده في السودان تسعي ليقود الإنتاج والتصدير القطاع الاقتصادي، فتركيا هي خارطه الطريق وهي الخيار الأفضل والنموذج الاقتصادي القابل للتطبيق.
في الختام اتوجه بالشكر للسفارة التركية بالخرطوم وعلي راسها الدكتور عرفان السفير الاقتصادي الاول وللملحقية التجارية التركية وندعو كل رجال الاعمال للاستفادة من هذه السانحة للتعامل بالعملات المحلية لعلها تكون مخرجا لاقتصادنا الوطني .

[ssba]
[fbcomments]

كتاب الراي